بزمن توسع رقعة امكانية بيع الخدمات و المنتجات بشكل عالمي وزيادة المنافسة بين المنتجين ومقدمي الخدمات بشكل عام كان لابد من وضع اجراءات و برتوكولات موحدة متفق عليها عالميا تضمن تقديم خدمة ترضي الزبون و تلبي رغباته
وفيما يلي نضع بين أيديكم هذه المقالة التعريفية عن انظمة الجودة وماهيتها و أهدافها واستعراض لأهم هذه الانظمة ومجالات تطبيقها
مفهوم ادارة الجودة:
لمفهوم الجودة عدة تعريفات جوهرية ويعد التعريف الاهم و الأشمل هو ماعرفه ادوارد ديمينغ مؤسس علم الجودة على أنها “إرضاء العميل” كما ويعرفها كروسبي على أنها “مطابقة المتطلبات” .
اما مصطلح ادارة الجودة فقد عرفها معهد الجودة الفيدرالي بأنها “منهج تنظيمي شامل يهدف إلى تحقيق حاجات وتوقعات العميل ويتضمن كل المدراء والموظفين من أجل التحسين المستمر في العمليات والخدمات في المنظمة “
ومن خلال استعراض لجزء يسير من التعاريف و النظريات الخاصة بمفهوم ادارة الجودة ، فإن تبني أسلوب الجودة الشاملة كمدخل لتحسين أداء الإدارة قد يكون الخطوة الحقيقية نحو التغيير الإيجابي في تغيير فلسفة إدارة العمل، والوصول إلى رضا العملاء
ويتم ذلك من خلال عدة مراحل ينبغي لاي مؤسسة أو منظمة العمل على تطبيقها لضمان نجاح تطبيق أي نظام من أنظمة الجودة سواء مايخص منها المجال الإداري أو المتعلق بسلامة الغذاء,البيئة , الصحة والسلامة المهنية وغيرها
تبدأ أولى المراحل بمرحلة الإعداد :
يتم من خلال هذه المرحلة تعزيز الوعي بأهمية تطبيق مبادئ الجودة بالنسبة للعاملين و الاقسام الادارية بشكل عام كما ويتم البدء بتشخيص المشاكل و الثغرات و الاستعانة بالخبراء و الاستشاريين لتقديم خدمات التأهيل بشكل يضمن حصول المنظمة على شهادة تطبيق نظام الجودة داخله
مرحلة التخطيط:
يتم من خلالها تعيين مدير للجودة من بين رؤساء أقسام الوحدات التنظيمية، والتي تتوفر لديهم الخبرات والمهارات التنظيمية والقيادية.
بالإضافة لإعداد خطة شاملة لتطبيق إدارة الجودة بمشاركة جميع العاملين، وذلك لضمان تنوع الآراء والخبرات، وفقًا للأهداف الموضوعة
مرحلة التطوير:
تشمل مراجعة شاملة لخطوات تطبيق نظام الجودة والسعي لحل المشاكل و الأخطاء
مرحلة التحسين المستمر :
أهم المراحل و مبدأ هام من مبادئ ادارة الجودة حيث يتم من خلالها تحسين العمليات بصورة مستمرة ممايضمن تحسين بيئة العمل وتعزيز رضا العملاء وبالتالي الوصول لذروة المنافسة والنجاح للمؤسسة
أدوات الجودة
لتحقيق المراحل السابقة الذكر وضمان ضبط الجودة يلزم العمل بأدوات ضبط سواء احصائية او تحليلية تتلخص بعضها في مايلي :
1. مخطط هيكل السمكة
يسمى كذلك بمخطط السبب والنتيجة وهو المخطط الذي أنشأه “كوروا إيشيكاوا” وهذه الطريقة تبحث في مختلف الأسباب الجذرية والاحتمالات وراء المشكلة
2. الرسم البياني
يستخدم مخطط الرسم البياني لتلخيص البيانات الكبيرة، والمقارنة بين القياسات والمواصفات وللمساعدة في اتخاذ القرارات.
3. مخطط التبعثر
يعرف مخطط التبعثر كذلك بمخطط الارتباط، حيث يوضح الرسم البياني المبعثر قيمة متغيرين مهمين، وإقامة علاقة بين المشكلة والأسباب المؤثرة،
4. مخطط الفحص
يستخدم مخطط الفحص في جمع وتحليل البيانات وتسجيلها، وهذه البيانات قد تكون آراء أو ملاحظات أو بيانات عددية،
6. مخططات باريتو
يساعد مخطط باريتو بشكل خاص على التركيز على المشاكل الهامة والمؤثرة، وتضييق نطاق المشكلة وإعطاء أولوية للإجراءات العلاجية. ويعتمد هذا المخطط في نظامه على قاعدة هي 80 – 20، حيث يُبين أن 80% من المشاكل ناتجة عن 20% من الأسباب، وأن الـ 20% من المشاكل المتبقية أو الإخفاقات سببها 80% من الأسباب التي يُنظر إليها أنها أمور تافهة.
7. مخططات التدفق
وتسمى كذلك بالمخططات الانسيابية، ويقوم تخطيط التدفق بالتنبؤ بالمشكلات داخل العملية، وتفنيد العمليات المعقدة في أي مجال بطريقة يسهل فهمها.
أما فيما يتعلق بمجالات تطبيق أنظمة إدارة الجودة
فلا تنحصر بمجال معين حيث تعنى بجميع الجوانب الخدماتية والمؤسساتية ومن أهم الأنظمة
1)نظام ادارة الجودة iso9001/2015
يتم تطبيقه على المؤسسات بحيث يضبط العمليات و يحسن الآداء على المستوى الإداري
ويحقق متطلبات العملاء
2)نظام صحة وسلامة الغذاء ISO22000
نظام وقائي لضمان سلامة الأغذية المقدمة وتقديم منتجات آمنة صحية للمستهلكين وبأعلى جودة
3)نظام ادارة أمن المعلومات ISO 27001
يتضمن هذا النظام مجموعة من السياسات والإجراءات والمعايير التقنية والإدارية التي تساعد في تحديد وتصنيف المعلومات الحساسة، وتقييم المخاطر المحتملة.
4)نظام السلامة والصحة المهنية ISO 45001
و مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى حماية العاملين في مكان العمل من المخاطر والإصابات والأمراض المهنية. يركز هذا النظام على تحسين بيئة العمل من خلال تقييم المخاطر المحتملة وتطبيق التدابير الوقائية مثل التدريب، وتوفير المعدات الوقائية،
إن تبني نظام فعّال لإدارة الجودة، يمكن للشركات تحقيق الجودة العالية في منتجاتها وخدماتها، بالإضافة إلى تحقيق تحسين مستمر. وباستخدام الأدوات والتقنيات المناسبة، يمكن لأي شركة، بغض النظر عن حجمها أو الصناعة التي تعمل فيها، تطبيق إدارة الجودة الشاملة بنجاح
اترك تعليقاً